إسحاق بن جمعة الخروصي، رئيس التحرير
في شتاء ليس كمثله شتاءٌ، نستفيق في فجر أسود كئيب، وسماء باكية شاحبة، نصلي والعين تدمع، والقلب يرتعش، من هول خبر المصاب الجلل بفقد أعز الرجال وأنقاهم، حمامة السلام، وباب التسامح وابن عُمان البار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيّب الله ثراه – لتقف الأرواح خاشعة بالدعاء في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثالثة، وتئنّ القلوب وتذرف العيون بعد التكبيرة الرابعة، وبعد السلام تلوح اليد معلنةً ختام جولاته الساميات، وتلقي التحية توديعا لخمسين عامًا.
أبي ! نم قرير العين؛ فإن عُمان قلب واحد كما عهدتها، ورجالك البواسل يد قوية أمينة كما أسستها، وأسرتك الكريمة عقل راجح حكيم كما عرفتها.
أبي ! نم هانئ البال؛ فإن وصيتك نفذة كما رسمت وخططت، فأسرتك الكريمة توافق على تثبيت من اخترت، ومجلس دفاعك يعلن تثبيت من أوصيت، وخليفتك يقسم بالولاء والوفاء والسير على نهجك، وشعبك الوفي يبايعه على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره. “أبي لتغمضْ عينيك بسلام فلعمان نهضة متجددة”.
وفي هذا المقام تتشرف مجلة سواعد نقابية بأن ترفع أطيب التهانئ إلى مقام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – بمناسبة توليه مقاليد الحكم في البلاد، مبايعينه على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره، معاهدين الله العلي القدير بأن نكون له السد المنيع، والناصح الأمين، مؤكدين لجلالته بأن نبقى صفًا واحدًا باذلين الغالي والنفيس؛ لتبقى عُمان شامخة أبية عزيزة كريمة،مثمنين ومقدرين أوامره السامية بإنشاء صندوق الأمان الوظيفي، التي دعت إليه سواعد نقابية في العدد الماضي داعين جهات الاختصاص بإقرار الآلية الكفيلة بتنفيذ أوامره السامية الكريمة، كما تثمن تجاوب البنك المركزي لإصداره توجيهاته للمؤسسات التمويلية بإعادة جدولة قروض المسرحين عن العمل.
وفي هذا العدد من مجلتكم سواعد نقابية، نرصد معاناة العمال المسرحين وملاحظاتهم وآمالهم وطموحاتهم، كما نسلط الضوء على ظاهرة الاحتراق الوظيفي، ونضع بين أيديكم بعض الحلول لتفادي هذه الظاهرة؛ لتصبح بيئة العمل أكثر جاذبية لطاقاتنا، وننقلكم بسيارة أجرة سواعد نقابية إلى حوار السكرتير الإقليمي للدول العربية بالاتحاد الدولي للنقل، ومنها إلى محطات متنوعة شائقة إلى أن تصل بنا إلى محطتنا الأخيرة التي نطفئ فيها سويًّا شمعة عقد من الإنجازات، معاهدين بأن تستمر سواعد نقابية في نقل كلمة العامل بكل مصداقية.
