مقالات أخرى

عام مليء بالشغف

إسحاق بن جمعة الخروصي، رئيس التحرير

إذا كان لنا أن نستذكر أحداث عام 2021 فسنبدأها بـإعصار شاهين، وما خلّفه من آثار اجتماعية واقتصادية على كل المواطنين القاطنين في المناطق المتأثرة لا سيما العمال منهم، ولكن أبناء عُمان الأوفياء أبوا إلا أن يعيدوا لعُمان رونقها وبسمتها وحياتها الطبيعية، وقد سعى العمال إلى تلبية هذا النداء، وشكلت النقابات العمالية بالتعاون مع بعض مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني ملحمة وطنية استثنائية لمساعدة المتضررين من جراء الحالة المدارية شاهين.

وهنا يتجسد لنا أهمية التكاتف والتلاحم بين أبناء المجتمع الواحد؛ فالعمل النقابي لا يقتصر على المطالبة بالحقوق والواجبات، وإنما هو عمل  إنساني واجتماعي، يُسخر العمال فيه طاقاتهم وقدراتهم لخدمة أوطانهم؛ ومن أجل التعرف عن قرب على أهمية العمل التطوعي والتكافل المجتمعي، استضافت مجلةسواعد في هذا العدد وكيل وزارة التنمية الاجتماعية ليحدثنا عن ذلك.

 وقد طوى العمال كتاب العام الماضي الذي ضم -بلا جدال- صفحات ثقال محملة بالآلام والمعاناة، ترتبت عليها آثار اجتماعية واقتصادية؛ فجرح العامل المسرح لم يبرأ بعد، وآخر يراكض المحاكم ليكسب قضيته، وعلى زاوية أخرى يحاول ذلك العامل أن يطبطب على أسرته بعدما تم اقتطاع أجره الشهري وانخراطه في دوامة الديون، ساعيًّا قدر المستطاع أن يحفظ بعض ما تبقى من راتبه لتأمين بيته وأسرته دون مد يده للمساعدة، ومن جهة أخرى يأمل الكثير منهم في تمديد صرف منفعة الأمان الوظيفي أو توفير وظائف لهم تحميهم من الفقر والجوع.

وعلى إثر ما سردنا يتفاءل العامل خيرًا في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -أيّده الله -تيقنًا أن الفرج قريب، ومستبشرًا بأمور كثيرة، يأمل أن يراها على أرض الواقع، من بينها: صدور قانون العمل الجديد، وتمديد صرف منفعة الأمان الوظيفي، وإيجاد وظائف للمسرحين والباحثين عن عمل، والتسريع من إجراءات التقاضي.

وعلى ضوء ذلك، سلطت سواعد الضوء على قضية مهمة، ألا وهي أهمية تعزيز إشراك العمال في اتخاذ القرارات المهمة، سواءً كان على مستوى المؤسسة أو حتى على مستوى القرارات والمشاريع الوطنية والقضايا التي تخصهم بشكل عام. وتناولت سواعد في إحدى صفحاتها أهمية اكتساب العمال لمهارات المستقبل حتى تمكنهم من الحفاظ على وظائفهم في ظل اجتياح اقتصاد المعرفة  للعالم؛ ففي المستقبل القريب ستُحل الكثير من الوظائف الإلكترونية محل الوظائف التقليدية؛ الأمر الذي لا بد أن يأخذه العامل في عين الاعتبار، وأن يسعى لتطوير نفسه حتى يرقى بوطنه ويحفز الابتكار والإبداع لديه.

وتبحر بنا سواعد للتطرق إلى اتفاقية العمل البحري، وحوارات صحفية تتعلق بمنفعة الأمان الوظيفي، وتنوع مواضيعها المختلفة حول التوظيف المباشر والتسريح العمالي والتربية الإعلامية من منظور نقابي وصفات المسؤول الناجح وغيرها الكثير.

ختامًا تتمنى سواعد نقابية لكافة العمال عامًا مليئًا بالشغف والتحدي والإنجاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى