صوت العامل

تجرّع الألم وحقق الأمل

علياء الجردانية، اختصاصي إعلام أول، الاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان

 بعد 32 عامًا من الإخلاص والتفاني في العمل، تلقى أبو محمد، الذي يعمل بوظيفة عامل نظافة بمنطقة امتياز نفطية، إخطارًا من إدارة منشأته، مفاده إنهاء خدماته عن العمل؛ بسبب ظروفه الصحية.

لجأ أبو محمد للنقابة العمالية، لعلها تكون السبيل إلى إنقاذه من المأزق الذي لم يحسب له أي حساب، وقد قامت إدارة المنشأة بتوقيف صرف أجره الشهري لمدة 6 أشهر، رغم رغبته في استمرار العمل وتقديم كل ما لديه من إمكانيات وقدرات.

انتكست حالة أبي محمد الصحية، وبدأ يفكر كثيرًا  كيف سيأمن لقمة العيش الكريمة له ولأسرته في هذه الظروف، وهنا يقول أبو محمد: “دخلت في دوامة حزن؛ فلم أكن أعلم كيف سأوفر المأكل والمشرب ومتطلبات أبنائي بدون أجر شهري؛ فاضطررت إلى التدين من الأهل والأقارب حتى أجد الحل المناسب الذي يعيدني إلى عملي”.

حالة أبي محمد هي واحدة من مئات الحالات التي تنتهك فيها حقوق العمال في منشآت القطاع الخاص؛ إذ تقوم هذه المنشآت باستقطاع أجور العمال أو إنهاء خدماتهم؛ بحجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وبعد التواصل مع إدارة المنشأة اتضح للنقابة العمالية أن المنشآت التي تعمل في مناطق الامتياز النفطية تتطلب اللياقة البدنية؛ إذ تقوم المنشأة بإجراء فحوصات دورية للعمال، وقد تبين أن أبا محمد يعاني من أمراض القلب؛ وهذا ما دفع إدارة المنشأة إلى إنهاء خدماته.

وقد تدخلت النقابة العمالية في حل هذه المشكلة من خلال التحاور مع إدارة المنشأة وتناول الأمر من الجانب الإنساني، وهنا يقول رئيس النقابة: (قضينا فترات طويلة على طاولة مدير الموارد البشرية لمعرفة الأسباب لإيجاد علاج للمشكلة، والاطلاع على السياسات المتبعة بمناطق الامتياز بأن يكون العامل لائقًا صحيا وبدنيا، وقد تناولنا الموضوع من الجانب الإنساني، وطالبناهم بالتريث في الأمر حتى نجد علاجًا للعامل، وقد بادرنا مع إدارة المنشأة بإيجاد حل لهذه المسألة، وقد سعينا في الحصول على أقرب فرصة ممكنة لإجراء عملية للعامل في إحدى المستشفيات الحكومية، وبعد إجراء العملية تلقينا تقريرًا من إدارة المستشفى مفاده بأن العامل صالح للعمل؛ عليه قررت إدارة المنشأة إعادة العامل مع استرجاع جميع مستحقاته).

بعد 6 أشهر من إنهاء خدمات أبي محمد، استطاعت النقابة العمالية إعادته للعمل، واسترجاع جميع مستحقاته المالية، فبات أبو محمد ينظر للنقابة العمالية بنظرة تفاؤل ورضا موصيًا جميع زملائه بالانتساب لها لحماية حقوقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى