حضانة الأطفال ضرورة أم ميزة في موقع العمل؟
تساؤلات:-
-ما الذي يحول دون أن تكون هناك حضانة ضمن مرافق بيئة العمل لخدمة أبناء العمال والعاملات؟
– لم لا يتم فتح المجال أمام المستثمرين للاستثمار في هذا القطاع وتوفير التسهيلات اللازمة في بيئة العمل التي من شأنها أن تحفز المستثمرين لتقديم خدمة نوعية للأطفال ما قبل المدرسة؟
تعد مراكز رعاية الأطفال أحد أهم المرافق الأساسية التي لا غنى عنها في عالم اليوم، وقد بادرت بعض المؤسسات في السلطنة إلى توفيرها في مقر العمل لخدمة أبناء العاملين وفق رسوم تنافسية، وبما يُمكّن الأبوين من إبقاء أبنائهم بالقرب منهم، في ظل الدور الكبير الذي تقوم به المرأة باعتبارها شريكاً للرجل وبما لا يؤثر على سير العمل وأدائه، خاصةً في الأشهر الأولى لما بعد الوضع والتي تضطر المرأة لمباشرة عملها بعد إجازة الولادة والتي تقدر بمدة لا تزيد عن ٥٠ يوماً أي أقل من شهرين إلى جانب أن بعض المؤسسات لا تعطي ساعة رضاعة للعاملات خاصةً في السنة الأولى.
وبات أمر توفير حضانة للأطفال في بيئة العمل من الضروريات، حيث أنه يُمكن المرأة من القيام بدورها الوظيفي، وهي ليست مجرد ميزة تنافسية بين المؤسسات لاستقطاب العاملين، وإنما هناك تجارب ناجحة في السلطنة، وعلى سبيل المثال باشرت إحدى شركات الاتصال بفتح حضانة في المقر الرئيسي عن طريق دعوة المؤسسات الموثوق بها في هذا المجال للتنافس وتقديم العروض الخاصة بهم، وبالتالي قامت الشركة بتوفير المكان الملائم، وقد أثبتت التجربة فاعليتها وانعكس أثر ذلك على أداء الموظف بصورة فاعلة بحيث لا يضطر الذهاب بعيداً من أجل متابعة أبنائه.
إن هذه الخطوة من شأنها أن تُساهم في تعزيز الارتباط الوظيفي بين أفراد الأسرة والمؤسسة التي ينتمي إليها الموظف، وتساهم في دمج الأطفال مع البيئة التي يعمل بها أحد والديهم، إلى جانب المنافع الأخرى المتحققة من وراء ذلك، ومن وجهة نظري يمكن أن تشترك أكثر من مؤسسة كحال التجمعات في حي الوزارات أو شارع الكليات ومناطق المؤسسات الخاصة، وبما يضمن وجود عدد كافٍ لفتح حضانة إلى جانب أنه بالإمكان استقبال الأطفال من غير أبناء الموظفين .
وفي الأخير وكما أشرنا في سياق هذا المقال أصبحت حضانة الأطفال من الضروريات كما أنها ميزة تنافسية تقدمها المؤسسة للعاملين فيها.