دور المفاوضات الجماعية في معالجة التحديات التي يواجهها بحارة سفن أعلام المواءمة
جون كانيس، منسق العمليات البحرية، الاتحاد الدولي لعمال النقل
1. ما الاتفاقيات الجماعية؟ ولماذا تعد ضرورية لسفن أعلام المواءمة؟ وكيف تساهم في تحسين ظروف عمل البحارة وحماية حقوقهم؟
تعد الاتفاقيات الجماعية جزءا أساسيا تعوّل عليه النقابات العمالية في جميع أعمالها وأنشطتها، بصرف النظر عن موقعها وقطاعها، كما تعد هذه الاتفاقيات ثمرة جهد تبذله النقابات العمالية في سبيل حصول العمال على أجور أعلى وتوفير ظروف عمل أفضل؛ فبفضل تعاون العمال، يمكنهم أن يدفعوا بصاحب العمل لطاولة التفاوض؛ للوصول إلى اتفاقية عمل جماعية ملزمة لكلا الطرفين.
ويعود سبب تزايد أعداد سفن أعلام المواءمة في مجال القطاع البحري؛ لكونها تتيح لأصحاب السفن العمل خلف غطاء الشركات، مسفيدين من مزايا عدة، منها رسوم التسجيل والضرائب المخفّضة، وأهم منها إمكانية استبدال قوانين الدولة التي ترفع السفينة علمها بقوانين العمل المحلية؛ وبناءً على ذلك تستطيع الشركات أن تفرض أجورا متدنية وساعات عمل طويلة وظروف عمل غير آمنة على البحارة العاملين على متن سفنها، سعيا إلى مضاعفة أرباحها على حساب هؤلاء البحارة.
وتحتم الخصوصية وظروف العمل غير اللائقة التي تحيط بسفن أعلام المواءمة على الاتحاد الدولي لعمال النقل السعي إلى إبرام اتفاقيات عمل جماعية تحدد معايير مقبولة دوليا لعمل البحارة، وتضع النقاط على حروفها في علاقة العمل؛ حتى تضمن للبحارة أجورا وظروف عمل أفضل.
2. هل يمكنك تقديم أمثلة ملموسة لتأثير الاتفاقيات الجماعية الإيجابي في حياة البحارة وتعزيز مستوى الأمن والسلامة على متن سفن أعلام المواءمة؟
تغطي اتفاقيات العمل الجماعية للاتحاد الدولي لعمال النقل أكثر من 14,000 سفينة؛ تهدف إلى ضمان أجور عادلة وظروف عمل لائقة للبحارة، من هذه الاتفاقيات، أكثر من 10,000 تمت بواسطة المنتدى الدولي للتفاوض (IBF)، حيث يتفاوض الاتحاد الدول لعمال النقل مع المجلس الدولي لأصحاب العمل البحريين (IMEC)، والرابطة الدولية لإدارة البحارة باليابان (IMMAJ)، ورابطة مالكي السفن الكورية (KSA)، وتُعرف هذه المؤسسات الثلاث بمجموعة التفاوض المشتركة (JNG).
ويتفاوض الاتحاد الدولي لعمال النقل كل عامين من خلال المنتدى الدولي مع أصحاب العمل والشركاء الاجتماعيين؛ بهدف الوصول إلى اتفاقيات على مستوى الشركات، أو اتفاقيات العمل الجماعية النموذجية حسب المنتدى الدولي للتفاوض التي تقتصر على شركات الشحن الأعضاء بمجموعة التفاوض المشتركة، والموقعة من قبل منتسبي الاتحاد الدولي لعمال النقل.
فعلى سبيل المثال، توصلنا العام الماضي إلى اتفاقية جديدة بواسطة المنتدى الدولي للتفاوض، تغطي أكثر من 250,000 بحار على متن حوالي 10,000 سفينة من سفن أعلام المواءمة، وتهدف إلى زيادة في الأجور والمكافآت الأخرى بنسبة 4% بدءًا من 1 يناير 2024، وزيادة أخرى بنسبة 2% بدءا من 1 يناير 2025، كما تتضمن الاتفاقية زيادة في عدد العطلات الرسمية، فضلا عن تحسينات في تسجيل العمل الإضافي، والإجازات، والالتزام بضمان بيئات عمل خالية من العنف والتمييز والتحرش، وسيكون لكل هذه التحسينات بلا شك انعكاسات إيجابية يلمسها البحارة في جميع أنحاء العالم.
3. ما تحديات عملية التفاوض وتنفيذ اتفاقيات العمل الجماعية على سفن أعلام المواءمة، وما الأطراف الرئيسة المعنية بهذه العملية؟
إن سعي الشركات في الغالب إلى تقليل تكاليفها يعرقل عمليات التفاوض وتنفيذ اتفاقيات العمل الجماعية، وتشمل عملية التفاوض أطرافا رئيسة وهي النقابات العمالية التي تمثل العمال، وأصحاب العمل بشكل فردي، أو منظمات أصحاب العمل، كالمنظمات المنتسبة للمنتدى الدولي للتفاوض.
ومن التحديات الراهنة التي تواجه المفاوضات العالمية خاصة فيما يتعلق بالمطالبة برفع الأجور هو إسناد أصحاب العمل عروضهم إلى القطاعات ذات الأجور المنخفضة، مثل قطاع الشحن العام أو الشحن الكبير، بدلا من تحسين المعايير بشكل عام.
4. كيف يضمن الاتحاد الدولي لعمال النقل تنفيذ هذه الاتفاقيات، وما الخطوات التي يمكن أن يتخذها البحارة لطلب المساعدة أو الإبلاغ عن انتهاكات حقوقهم بموجب هذه الاتفاقيات؟
إن لمفتشي الاتحاد الدولي لعمال النقل دورا حيويا في تنفيذ هذه الاتفاقيات، ولدينا حاليا أكثر من 125 مفتشا موزعين في أكثر من 110 موانئ في 55 دولة، في حين كان عدد المفتشين الأوائل خمسة عام 1971، ولكم أن تلحظوا الزيادة الكبيرة.
ويركّز مفتشو الاتحاد الدولي لعمال النقل على تنفيذ أهداف حملة أعلام المواءمة، وهم عبارة عن ممثلين نقابيين، قد تلقوا تدريبا مكثفا في عدة جهات، منها مركز التدريب التابع لمنظمة العمل الدولية بمدينة تورينو الإيطالية، فضلا عن ذلك لدينا أيضا أربع شبكات اتصال إقليمية تغطي 38 دولة، كل منها لها منسّق، ومجموعة من المتطوعين من منتسبي الاتحاد الدولي لعمال النقل المتدربين في الشؤون ذات الصلة.
ويحق لمفتشي الاتحاد الدولي لعمال النقل الصعود على متن السفن التي تربطها اتفاقيات مع الاتحاد لإجراء عمليات تفتيش، وتقديم النصح والإرشاد للبحارة، وتمثيلهم في المنازعات المتعلقة بالاتفاقيات؛ ومع ذلك فإن قيام هؤلاء المفتشين بواجباتهم محكوم بالتشريعات الوطنية وسياسات الاتحاد الدولي لعمال النقل، فضلا عن تعاون طاقة السفينة.
ويمكن لأي من البحارة استخدام تطبيق ITF Seafarers المجاني، المتاح على جوجل بلي وآبل ستور، للتواصل مع أحد المفتشين أو المنتسبين للاتحاد الدولي لعمال النقل، وإذا لزم الأمر، يمكنهم أيضا التواصل مع فريق دعم البحارة المخصص لدينا، موضحا اسمه ورتبته وجنسيته وموقع السفينة وبقية تفاصيلها، مع وصف موجز لشكواه عبر وسائل التواصل التالية:
البريد الإلكتروني: seafsupport@itf.org.uk
واتساب/فايبر: +44 7523 515097
رسائل قصيرة: +44 7523 515097
فيسبوك: صفحة دعم البحارة المنتسبين للاتحاد الدولي لعمال النقل
الموقع الإلكتروني: www.itfseafarers.org/en/contact-us
5. ماذا نتوقع لمستقبل اتفاقيات العمل الجماعية في صناعة الشحن في ظل التغيرات العالمية والتحديات الجديدة؟ هل هناك أي مبادرات أو إستراتيجيات جديدة يجري تطويرها لتعزيز فعاليتها؟
نلحظ في هذه الفترة الراهنة زيادة في عدد سفن أعلام المواءمة وإداراتها، إلى جانب ارتفاع مقلق في حالات التخلي عن البحارة، ويعزز الاتحاد الدولي لعمال النقل خلال هذه الفترة وجوده في المناطق غير الممثلة من خلال تشكيل النقابات المحلية والتعاون معها، ومن التطورات الإيجابية هو التشجيع المتزايد لقوانين العناية الواجبة بحقوق الإنسان، خاصة في أوروبا، التي تُحمّل الشركات الكبرى في قطاع سلاسل التوريد مسؤولية الحقوق الإنسانية والعمالية في جميع أنحاء سلاسل التوريد التي تعمل في نطاقها، كما يسعى الاتحاد الدولي لعمال النقل إلى إبرام اتفاقيات رائدة مع الشركات، مثل تي أف جي لندن؛ لضمان التزامها بمعايير هذه الحقوق.
6. ما دور التعاون الدولي بين النقابات والمنظمات العمالية في تحسين ظروف العمل على متن سفن أعلام المواءمة، وكيف يمكن أن تساهم مثل هذه الاتفاقيات في تعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية في قطاع النقل البحري؟
إن التعاون الدولي هو من صميم الجهود التي يبذلها الاتحاد الدولي لعمال النقل؛ إذ يتعسر الوصول إلى الاتفاقيات بدون التفاوض مع أصحاب العمل، ففي حين تولي بعض شركات الشحن الأولوية لأرباحها، فإن بعضها الآخر يعامل عماله بشكل جيدٍ نسبيا، كما أن الحوار والتعاون الدائمين ضروريان لتحسين أجور البحارة وظروف عملهم بشكل عام.
فضلا عن ذلك، إن تشكيل النقابات العمالية هو حق إنساني أساسي بواسطته يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، فاتحاد العمال من شأنه أن يخلق لهم قوة جماعية تدفع بأصحاب العمل إلى تحسين ظروف عملهم، وجهود الاتحاد الدولي لعمال النقل في معالجة تحديات قطاع النقل البحري ودعم عمال الموانئ خير دليل على ذلك، وعلى أية حال لن يحدث التغيير المنشود بين عشية وضحاها، ولن يتحقق أي تقدم دون أن يدافع العمال عن حقوقهم بشكل تنظيمي.