مقالات أخرى

المربيات الأجنبيات، وأهم المشكلات الاجتماعية على الأسرة

د. محمد محمد الشربيني، أستاذ مساعد بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس

شهِدت مجتمعات مجلس التعاون الخليجي موجات هائلة من هجرة العمالة الأجنبية (بخاصة الآسيوية) إليها منذ منتصف السبعينيات، ومع بداية الثمانينيات بدأ الفيضان الآسيوي من المهاجرين إلى دول  الخليج، ولم يهدأ حتى الآن.

ويمكن القول بأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وما رافقها من استقدام للعمالة الأجنبية أدى إلى حدوث تغيرات اجتماعية أساسية في بِنية العائلة العربية في دول الخليج.

فمن هذه التغيرات الناتجة عن التنمية السريعة المفاجئة انتشار التعليم وتوسعه بين الإناث بقفزات سريعة جدا؛ مما انعكس على التركيبة الأسرية، وبدأ خروج المرأة لميدان العمل.

وقد أثمرت ظاهرة استقدام المربيات الأجنبيات عن بروز الكثير من المشكلات الاجتماعية والآثار السلبية التي انعكست على المجتمع والأسرة وعلى الأطفال، والتي منها ظهور قيم اجتماعية غير إيجابية، وتدني مستوى ارتباط الأطفال بالوالدين، وكذلك على المستوى اللغوي وأيضا مستوى النمو النفسي والانفعالي للأطفال.

ومما يزيد من صعوبة الوضع أن هؤلاء المربيات هن خليط من ثقافات عديدة وبيئات مختلفة بسبب تعدد الجنسيات؛ وبالتالي فالمسألة لا تنحصر في مواجهة قيم وتقاليد خاصة بمجتمع  محدد، بقدر ما هي مواجهة لخليط غير متجانس من تلك القيم والتقاليد؛ مما يزيد من إمكانيات الصراع والتذبذب.

وتكمن الخطورة في أنّ الأسرة قد تخلت عن دورها المعهود، وتخلت عن مسؤوليتها الاجتماعية بدرجة كبيرة، وبقي لها الأدوار الطبيعية فقط كدور الإنجاب بالنسبة للأم وكسب الرزق بالنسبة للأب؛ مما جعل المربيات يقمن بالعناية بالأبناء؛ فأثر ذلك على اتجاهاتهم وقيمهم، بالإضافة إلى جهلهم بأصول التربية؛ إذ أن أغلبية هذه المربيات أميات ومن بيئات في أدنى السلم الاجتماعي.

وعلى الرغم من تنامي الإحساس والمخاوف بما يمكن أن يترتب على استخدام هذا النوع من العمالة من آثار سلبية، تتجاوز إلى حد كبير مجال الخدمة المنزلية لتشمل المجتمع والأسرة ومجمل العلاقات بداخلها، بل والتنشئة الاجتماعية للأبناء، فإن أعدادا متزايدة من فئات المجتمع وأفراده وجدت نفسها مدفوعة إلى الإقبال على استخدام المربيات الأجنبيات؛  وبالتالي فلم تعد هذه الظاهرة تمثل مشكلة بسيطة بعد ما تفاقمت،  وتحولت إلى أزمة بعد ما زاد حجمها بشكل مخيف.

المشكلات الاجتماعية على الأسرة والأبناء

مشكلات خاصة بالأبناء وتنشئتهم:

  • تأثر لغة الأطفال بلغة المربية
  • ضرب المربية للأطفال ومعاقبتهم في حالة خطأهم
  • استجابة المربية لكافة طلبات الأطفال
  • تدليل الأطفال بصورة زائدة
  • شكوى الأطفال من المربية
  • اتكالية الأطفال على المربية
  • غرس قيم وعادات مختلفة
  • بُعد الأطفال عن والديهم
  • تقليد الأطفال للشعائر الدينية الخاصة بالمربيات
  • اهتمام الأبناء بإرضاء المربية على حساب إرضاء الوالدين
  • استغلال المربية لوقت فراغ الأبناء حسب ما تراه
  • تناقض أساليب تنشئة الأبناء بين الآباء والمربية
  • شعور الأبناء بأنهم أقرب إلى المربية عن الوالدين

مشكلات خاصة بالأسرة:

  • تقلص دور الأم أو ربة المنزل
  • اتكالية أفراد الأسرة  على المربية
  • إفشاء أسرار الزوجين
  • تشكل المربية خطورة على تربية الأبناء
  • مشاجرات مع الأهل والجيران؛ بسبب تدخل المربية
  • تدخل المربية فيما لا يعنيها
  • إرهاق ميزانية الأسرة
  • سرقة المربية لبعض ممتلكات الأسرة
  • غياب السرية والخصوصية بين أفراد الأسرة
  • وجود المربية أدى إلى ظهور أمراض معدية
  • اهتزاز العلاقة بين أفراد الأسرة؛ بسبب ظهور الأم البديلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى