مقالات أخرى

العمل التطوعي، القلب النابض بين أبناء المجتمع العماني

سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي، وكيــل وزارة التنـمية الاجتماعية

يُعد العمل التطوعي إحدى أهم القيم التي يتمتع بها أفراد المجتمع في سلطنة عُمان؛ إذ يعكس الصورة والمعنى الحقيقي للتلاحم والترابط بين أفراد المجتمع في مختلف محافظات السلطنة وولاياتها، وقد برزت هذه الأعمال خلال الفترة الأخيرة؛ وذلك لما شهدته سلطنة عمان من أنواء مناخية استثنائية جسدت اللوحة الحقيقية لمعنى التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع العماني.

وأصبح العمل التطوعي في سلطنة عمان نموذجًا راسخًا من التكافل والترابط الاجتماعي في هذا الوطن العزيز، والملاحم الوطنية التي شهدتها البلاد من خلال عدة مناسبات، بدايتها في الأنواء المناخية (جونو) في عام 2007؛ إذ كانت انطلاقة فعلية للعمل التطوعي والتكافل الاجتماعي الوطني المنظم بين أبناء  المجتمع؛ ولذلك تطورت تلك الأعمال التطوعية، وباتت القلب النابض بين أبناء هذا المجتمع، وما شهدته سلطنة عمان مؤخرًا في  الأنواء المناخية (شاهين) 2021 كشف مدى تعمق ذلك التكاتف والملحمة الوطنية، ليس فقط بين أبناء المجتمع كأفراد وإنما هناك مساهمة مؤثرة من المؤسسات العامة والخاصة والأهلية الذين شكلوا صورة متكاملة للتكافل الاجتماعي في هذا الوطن المعطاء.

وشهد العمل التطوعي في سلطنة عمان  تكريمًا من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد،  طيّب الله ثراه، بإطلاق أول نسخة لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في الخامس من ديسمبر لعام  2011، وكانت تحت شعار (تطوعي حياة)؛ إذ تعتبر هذه الجائزة من أولى الجوائز التي تهتم بالعمل التطوعي وتدعمه في سلطنة عُمان؛ مما ساهمت في تطوير العمل الاجتماعي المنظم، وشهدت تفاعل كبير من أبناء المجتمع سواء على مستوى أفراد أو جمعيات أهلية، وكان هناك نصيب من تكريم المؤسسات الخيرية على ما تقدمه من خدمة اجتماعية، وتعد حدثًا مهمًا لتشجيع العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي بمختلف أشكاله وألوانه.

كما أن المجتمع العماني عُرف عنه منذ القديم وجود السبلة العمانية التي كانت إحدى الوسائل لتُرسخ وتغرس الجانب التطوعي والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع سواء على مستوى القرية أو الولاية أو المحافظة، ونأمل من مختلف الجهات الحكومية والأهلية والخاصة بأن تكون داعمة للعمل التطوعي من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي الذي يساهم في تطوير صور التكافل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى