مقالات أخرى

الهجوم ليس أفضل وسيلة للدفاع

خلفان الرحبي،كاتب وصحفي

مقولة (الهجوم أفضل وسيلة للدفاع) والتي يقال أن نابليون بونابرت كان يطلقها خلال حروبه بحجة أنها انجع الطرق لكسب الخصم. وباتت توظف في الكثير من المواقف، ليس بالضرورة ان يصح اسقاطها على كل الظروف، فقد لا يكون ذلك بالامر الناجع. جمعني حوار بأحد الأصدقاء حول دور النقابات العمالية في مؤسساتنا، وقادنا طول النقاش وعرضه إلى حلقة مفرغة لم توصلنا الى نهاية، ظل صاحبي خلاله متمترسا خلف رأيه بأهمية أن تقوي النقابات جبهة العمال الداخلية في مواجهة القائمين والمسؤولين على المؤسسة.

مقولة (الهجوم أفضل وسيلة للدفاع)، والتي يقال أن نابليون بونابرت كان يطلقها خلال حروبه؛ بحجة أنها أنجع الطرق لكسب الخصم، وباتت توظف في الكثير من المواقف، ليس بالضرورة أن يصح إسقاطها على كل الظروف؛ فقد لا يكون ذلك بالأمر الناجع… جمعني حوار بأحد الأصدقاء حول دور النقابات العمالية في مؤسساتنا، وقادنا الحوار إلى حلقة مفرغة، لم توصلنا إلى نهاية، ظل صاحبي خلاله متشبثا برأيه بأهمية أن تقوي النقابات جبهة العمال الداخلية في مواجهة القائمين والمسؤولين على المؤسسة.

هذه النبرة المتشنجة إلى حد ما، باتت تردد وبصورة مستمرة على لسان بعض منتسبي المؤسسات، فهناك من يؤمن بانه الحلقة الاضعف في منظومة العمل، وان حقوقه مهضومة على الدوام، لهذا على النقابة والقائمين عليها التسليم بذلك، وتّحمل وزر مسؤولية العمل النقابي، فعليها – أي النقابة – ان تعمل على استرجاع الحقوق المنهوبة والمسلوبة والضائعة، والا فان عملها النقابي مآله إلى الفشل إن هي عجزت او تعاجزت عن ذلك.

هذه النبرة المتشنجة إلى حد ما، باتت تردد بصورة مستمرة على لسان بعض منتسبي المؤسسات؛ فهناك من يؤمن بأنه الحلقة الأضعف في منظومة العمل، وأن حقوقه مهضومة على الدوام؛ لهذا على النقابة العمالية والقائمين عليها التسليم بذلك، وتّحمل وزر مسؤولية العمل النقابي؛ فعلى النقابة العمالية أن تعمل على استرجاع الحقوق المنهوبة والمسلوبة والضائعة، وإلا فإنّ عملها النقابي مآله إلى الفشل إن هي عجزت أو تعاجزت عن ذلك.

ما يمكن استنتاجه من مثل هذه الحماسة المفرطة والتي تسيطر على اذهان شرائح ليست بقليلة من العاملين، ناجم كما يبدولي عن فهم قاصر للدور النقابي، ليس في حماية حقوق العاملين في المؤسسة فحسب، بل وفي تمكين قدراتهم التنافسية للرقي بمساهمتهم وتعظيمها، وتعزيز الشراكة في مواجهة المنافسة ومختلف التحديات الاخرى، فهذا قد يكون مقدمًا عن الحقوق الفردية. لا يمكن حصر دور النقابة في الهجوم والدفاع عن الحقوق بل هناك الكثير ما يمكن ان تعمله، من قبيل تعزيز مهارات وقدرات العمال في المؤسسة، للمساهمة في خلق ثقافة واعية حول أهمية العمل، وان العامل شريك في المؤسسة بل هو رأسمالها الحقيقي.

ما يمكن استنتاجه أنّ هذه الحماسة المفرطة، التي تسيطر على أذهان شرائح ليست بقليلة من العاملين، ناجمة كما يبدو لي عن فهم قاصر للدور النقابي، ليس في حماية حقوق العاملين في المؤسسة فحسب، بل وفي تمكين قدراتهم التنافسية للرقي بمساهمتهم، وتعزيز الشراكة في مواجهة المنافسة ومختلف التحديات الأخرى؛ فهذا قد يكون مقدمًا عن الحقوق الفردية؛ ولا يمكن حصر دور النقابة في الهجوم والدفاع عن الحقوق، بل هناك الكثير ما يمكن أن تصنعه؛ من قبيل تعزيز مهارات العمال وقدراتهم في المؤسسة؛ للمساهمة في خلق ثقافة واعية حول أهمية العمل؛ فالعامل شريك في المؤسسة بل هو رأسمالها الحقيقي.

اليوم ما نفتقر إليه في اوساط بيئة العمل، غياب ثقافة الشراكة الحقيقة بين المؤسسة وافرادها، وان المؤسسة عندما تدفع الاجر للموظف ليس منة، بل هو شريك في نجاحاتها وأهم الاعمدة لضمان استدامتها وديمومتها، في الجانب الاخر على الفرد ان يؤمن بانه عندما يحافظ ويساهم في دعم تطور مؤسسته هو في الحقيقة يحافظ على مصدر رزقه واستمراره، من خلال تجنيبها الصدمات والانهيار وغيره. وهذا الامر قد يكون ناجما في كثير من الاحيان عن بعض الممارسات التسلطية التي تنتهجها إدارات بعض المؤسسات عند التعاطي مع العامل، وتتحمل في كثير من الاحيان مسؤولية التصادم بينه وبين الادارة.

إنّ ما نفتقر إليه اليوم في أوساط بيئة العمل هو ثقافة الشراكة الحقيقة بين المؤسسة وأفرادها، فالمؤسسة عندما تدفع الأجر للموظف ليس منة عليه؛ فهو شريك في نجاحاتها وأهم الاعمدة لضمان استدامتها وديمومتها، وفي الجانب الآخر على الفرد أن يؤمن بأنه عندما يحافظ على مؤسسته، ويساهم في تطويرها هو في الحقيقة يحافظ على مصدر رزقه واستمراره؛ من خلال تجنيبها الصدمات والانهيار وغيرها؛ وهذا الأمر قد يكون ناجما في كثير من الأحيان عن بعض الممارسات التسلطية التي تنتهجها إدارات بعض المؤسسات عند التعاطي مع العامل، وتتحمل في كثير من الأحيان مسؤولية التصادم بينه وبين الإدارة.

لا ينبغي حصر العلاقة بين العامل والمؤسسة في الإطار الضيق، على انها علاقة مبنية على مصلحة وقتية، عمل مقابل اجر، الأمر أعمق واكبر من ذلك، فالعامل شريك مهم وينبغي احترام دوره عبر الاخذ برأيه ومشورته، لا يمكن ان تنجح اية مؤسسة تتجاهل الموظف، وتلغي دوره. اليوم ما نحتاج إليه هو تعزيز الشراكة بين قطبي المعادلة، العامل ورب العمل/المؤسسة، ومتى ما نجحنا في ذلك، فبلا شك سنرصد وعيًا متقدمًا في الاوساط العمالية، قد يكون له أثره في النتائج التي يمكن ان تجنيها المؤسسات حتى قبل ان يجني العامل منافعها. وهذا سيعزز بلا شك من روح الانتماء في نفس العمال عندما يحظون بهذا الاهتمام، وستسود اوساط العمل أجواءً من العلاقة التصالحية سيكون لها الأثر الكبير في تطور المؤسسة وازدهارها.

لا ينبغي حصر العلاقة بين العامل والمؤسسة في الإطار الضيق على أنها علاقة مبنية على مصلحة وقتية؛ أي عمل مقابل أجر، الأمر أعمق وأكبر من ذلك؛ فالعامل شريك مهم، وينبغي احترام دوره من خلال الأخذ برأيه ومشورته؛ فلا يمكن أن تنجح أي مؤسسة تتجاهل الموظف، وتلغي دوره؛ وما نتحاج إليه اليوم هو تعزيز الشراكة بين قطبي المعادلة؛ العامل ورب العمل، ومتى ما نجحنا في ذلك فبلا شك سنرصد وعيًّا متقدمًا في الأوساط العمالية، قد يكون له أثره في النتائج التي يمكن أن تجنيها المؤسسات حتى قبل أن يجني العامل منافعها؛ وهذا سيعزز بلا شك من روح الانتماء في نفوس العمال عندما يحظون بهذا الاهتمام، وستسود أوساط العمل أجواءٌ من العلاقة التصالحية، سيكون لها الأثر الكبير في تطور المؤسسة وازدهارها.

كثيرة هي المؤسسات التي تتبنى مثل هذا الفكر، واليوم تجني ثماره ومكاسبه. ولذلك على النقابات ان تكرس دورها نحو تعزيز لغة الحوار ودفع منتسبيها الى ضرورة واهمية المشاركة في إبداء الرأي بصورة اكثر فاعلية، وجعل باب الحوار مفتوحا دائمًا على مصراعيه من خلال قنواته المختلفة.

كثيرة هي المؤسسات التي تتبنى مثل هذا الفكر، واليوم تجني ثماره ومكاسبه؛ ولذلك على النقابات أن تكرس دورها في تعزيز لغة الحوار، وتوعية منتسبيها بأهمية المشاركة في إبداء الرأي بصورة أكثر فاعلية، وفتح باب الحوار دائمًا على مصراعيه من خلال قنواته المختلفة.

في الختام أود القول بان المؤسسة ليست جدران خرسانية صماء، بل هي حياة تدب فيها الحياة من خلالنا، وفي المقابل على القائمين على هذه المؤسسات عدم شيطنة العمال، ومنحهم الفرصة، فقد يملكون من الأفكار والأراء ما قد يشكل فارقًا في عمر المؤسسة.

في الختام أود القول بأن المؤسسة ليست مجرد جدران صماء، بل هي حياة تدب فيها الحياة من خلالنا، وفي المقابل على القائمين على هذه المؤسسات عدم شيطنة العمال، ومنحهم الفرصة؛ فقد يملكون من الأفكار والأراء ما قد يشكل فارقًا في عمر المؤسسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى