الاتحاد قوة
إسحاق بن جمعة الخروصي، رئيس التحرير
بعد التحية، مَن منا لا يدرك أهمية الحماية القانونية للعمل النقابي؟ ومَن من المنخرطين في العمل النقابي لا يطمح إلى أن يحظى بالحماية القانونية من المتربصين به؟ إلا أن وجود هذه الحماية القانونية يستغرق برهة من الوقت، ولغاية وجود الحماية القانونية المرتقبة هل نقف خانعين؟ فلقد روى الفيلسوف بيدبا للملك دبشليم حينما طلب منه ضرب مثل له عن الإخوة وقوتهم ما داموا مجتمعين وما يحدث لهم إذا تفرقوا، فقص له القصة الشهيرة، قصة الأسد والثيران الثلاثة، وكيف استطاع الأسد بدهاء القضاء عليهم بعدما دس سموم الفرقة والبغضاء بينهم، وهذا هو بيت القصيد في عملنا النقابي؛ فكلما التفّت الجمعية العمومية حول هيئتها الإدارية لم يستطع أحد ممارسة التعسف ضدهم، ولنا من الشواهد على ذلك من أرض الواقع الكثير؛ فقد أثبتت أن المانع الحصين للعمل النقابي والنقابيين هو الوحدة والتكاتف؛ فهي الشَّفرة التي ينبغي لنا جميعًا حلها لإدراك الغايات التي تسعى لها النقابات والاتحادات العمالية من أجل جعل بيئة العمل أكثر استدامة واستقرارية.
إن من أهم ما يتطلب عملنا النقابي الدبلوماسية والفطنة والحكمة التي ينبغي لنا تكريسها لتحقيق الاندماج المتنامي؛ وهنا نرى بأن النقابي المحترف حري به أن يتحلى بتلك الصفات لضمان استمرار المنشأة؛ فاستمراريتها تعني اسمرارية كل شيء وفقدانها فقدان كل شيء؛ فالنقابي معلق بين السماء والأرض، إن ثارت عليه الأرض وجد من يحمله إلى السماء، وإن تخلت عن السماء تلقفته الأرض.
وفي هذ العدد من سواعد نقابية سنبحر معا حاملين في مركبنا الإنجازات، وهذا ما سيطلعنا عليه قائد الدفة في كلمته، وستخيط أنامل هذا العدد ما مزقته الرياح من تعاطي المؤثرات العقلية وإدمانها في بيئة العمل، والاغتراب الوظيفي، وتحديات بيئة العمل؛ لتعود السواري بكل جاهزيتها، ونجدف في سكون الدجى بمقالات متنوعة قانونية واجتماعية وثقافية، نواصل من خلالها المسير لحين هبوب الرياح الموسمية، وستمدنا الموانئ الدولية بالمواد والعتاد التي تساعدنا لاستكمال مسيرة رحلة مرحلتنا هذه إلى النهاية، والتي استمرت أربعة أعوام متواصلة؛ فكل الشكر والتقدير لجميع من ساهم في إنجاح هذه الرحلة لتصل بأمان وسلام.
وفي الختام تقبلوا تحيات أسرة التحرير، متطلعين معكم إلى أن تظل سواعد نقابية صوت صاحب السيادة …