تعد مؤسسات المجتمع المدني، ومنها النقابات العمالية، شريكا حيويا في تنفيذ أولويات رؤية عُمان 2040
المهندس أحمد بن سعيد الشكيلي، مشرف عام أولوية سوق العمل والتشغيل، وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040
كيف يمكن لأولويات الرؤية وبرامجها الوطنية أن تساهم في تحسين منظومة التشغيل، بما ينعكس إيجابا على العاملين العمانيين في القطاع الخاص؟
حرصت وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 على وجود منظومة شاملة لتحقيق رؤية عُمان 2040، تكون مكتملة الأركان، ابتداءً من التخطيط ثم التنفيذ والمتابعة، وقد عكفت الوحدة منذ إطلاق الرؤية على إيجاد حلول للتحديات المرحلية المرتبطة بأولويات الرؤية بشكل عام وأولوية سوق العمل والتشغيل بشكل خاص، وتحريك مؤشراتها مع الجهات ذات الشأن؛ ومن أجل ذلك، فقد تم تطوير البرنامج الوطني للتشغيل مع الجهات المنفذة والداعمة؛ إذ تسعى الوحدة مع شركائها إلى إيجاد حلول تشغيلية مستدامة، ولتحقيق هذا الهدف، يعمل البرنامج على تحليل منظومة التشغيل وتشخيصها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، كما أن البرنامج يعمل على تحديد مكامن الضعف، وتقديم الحلول الملائمة لتقوية كفاءة المنظومة وسد الثغرات فيها، وحتى يسهل التعامل مع ذلك، فقد ركز البرنامج جهوده في محاور رئيسة، تتبلور ضمن كل منها مبادرات عديدة ذات أهداف متنوعة، منها تأهيلي، ومنها تشغيلي، ومنها ريادي، ومنها تمكيني.
ما مستهدفات رؤية عمان 2040 في حصة القوى العاملة العُمانية من إجمالي الوظائف المستحدثة في القطاع الخاص؟ وما الجهود المبذولة لتحقيق هذه المستهدفات؟
تستهدف رؤية عُمان 2040 في مؤشر حصة القوى العاملة العُمانية من إجمالي الوظائف المستحدثة في القطاع الخاص -أحد مؤشرات أولوية سوق العمل والتشغيل- تحقيق نسبة 35% بحلول عام 2030، ونسبة 40% بحلول عام 2040، وهناك جهود حثيثة تُبذل من مختلف الجهات المعنية لتحقيق هذه المستهدفات، منها المبادرات الجاري تطويرها بواسطة البرنامج الوطني للتشغيل، والتي ترتكز على عملية ربط الباحث عن العمل (الطلب) والوظائف (العرض) وفق منظومات متكاملة، مثل إنشاء منصة (مرصد)، وتشجيع تمويل البرامج الخاصة بريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمبادرات التشغيلية التي تنفذها وزارة العمل، وإدراج أنظمة جديدة في توظيف القوى العاملة العمانية في الوحدات الحكومية، وتنفيذ عدد من البرامج ذات الصلة من قبل جهاز الاستثمار العُماني، كبرنامج (نمو) لتدريب الخريجين على رأس العمل، وبرنامج (إعداد) للتدريب على رأس العمل، بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية، وبرنامج (رواد تكاتف) لتنمية رأس المال البشري المحلي، وغيرها من البرامج والمبادرات.
تقوم رؤية عُمان ٢٠٤٠ على أساس المشاركة المجتمعية، كيف تقيمون دور مؤسسات المجتمع المدني، ومنها النقابات العمالية في تنفيذ أولويات الرؤية؟ وما الأدوات التي ستعمل الوحدة على تفعيلها لضمان زيادة تفعيل أدوار النقابات العمالية في تنفيذ أولويات الرؤية؟
تعد مؤسسات المجتمع المدني، ومنها النقابات العمالية، شريكا حيويا في تنفيذ أولويات رؤية عُمان 2040؛ إذ يقع على عاتقها دور مهم في تمثيل مصالح الفئات المختلفة في المجتمع، وتعزيز المشاركة المجتمعية في صنع القرار وتنفيذ البرامج؛ ومن أجل زيادة تفعيل أدوار النقابات العمالية في تنفيذ أولويات الرؤية، تؤكد الوحدة على أهمية مشاركة النقابات العمالية في الورش التطويرية المختلفة بمختلف أولويات الرؤية، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية، خاصة المتعلقة بقطاع التشغيل والتدريب، للاستفادة من ملاحظاتهم في مخرجات هذه الورش.
هل من كلمة أخيرة؟
أودّ التأكيد على أنّ رؤية عُمان 2040 هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، يجب علينا جميعًا -حكومة ومؤسسات مجتمع مدني وقطاعا خاصا وأفرادا- أن نعمل معًا لتحقيق أهداف هذه الرؤية، وترجمة تطلعاتها إلى واقع ملموس، ومن خلال التعاون والتكاتف، يمكننا بناء مستقبل مزدهر لعُمان، تُحقق فيه جميع فئات المجتمع طموحاتها، وتنعم بالحياة الكريمة… معًا نبني عُمان المستقبل!