مقالات أخرى

الابتكار في مبادرات المسؤولية المجتمعية

أحمد بن علي العمودي، مستشار سعودي، متخصص في الإعلام والعلاقات العامة والمسؤولية المجتمعية

يرتبط الابتكار بالقضايا المجتمعية في شكل مبادرات وأنشطة وفعاليات تمثل مزيجًا لأفكار مختلفة تساهم في تقديم حلول مبتكرة لقضايا مجتمعية أو تلبي الاحتياجات الاجتماعية بأفضل وجه. ويرى الخبراء والباحثون بأن الابتكار ليس مقتصرًا على الأعمال والمشاريع والمنتجات الهادفة للربح فقط، بل يرون قيمة الابتكار تصبح أكبر في مبادرات المسؤولية المجتمعية المقدمة للمجتمع.. وهذا ما قد تغفله بعض المنشآت؛ إذ لا تقوم بدراسة احتياجات عملائها أو مستفيديها أو احتياجات المجتمع المحيط بها.

المسؤولية المجتمعية لها علاقة وثيقة بمجال الابتكار، لا سيما أن تأثيرها على المجتمع أكثر وقعًا؛ وبالتالي فإن المنشآت التي تقدم منتجات مبدعة ومتميزة سيكون لها دور مهم في حياة المجتمع.

تعد المسؤولية المجتمعية من القضايا الأساسية التي ينبغي أن تعطى أهمية كبيرة، لا سيما في مجال الابتكار والإبداع، والذي يُمكن المنشآت -بحسب الخبراء- من الاستغلال الأمثل لقدراتها وإمكاناتها؛ بحيث نُقدِّم خدمات ذات قيمة للعملاء، مشيرين أن هناك الكثير من المجالات التي يمكن الابتكار فيها كالخدمات وآليات العمل وغيرها.

نستعرض في هذه القراءة السريعة مسؤولية المنشآت في تعزيز الإبداع  والابتكار؛ إذ يرى الخبراء أن الأفكار الإبداعية تصدر عن الأفراد، لكن غالبا ما يأتي الابتكار من خلال المؤسسات والمنشآت المحتضنة لتلك الأفكار الإبداعية.

وينتج الابتكار من خلال بذل الوقت والجهد في البحث في فكرة ما، وبذل بعض الوقت وبعض الجهد في تطويرها، وبذل الكثير من الجهد والكثير من الوقت في تسويقها، لا سيما إذا علمنا أن جميع الابتكارات تبدأ أصلاً بأفكار إبداعية.

ويخلص الخبراء إلى القول بأن الابتكار هو عبارة عن التطبيقات الناجحة للأفكار الإبداعية في أي مؤسسة أو منظمة أو مرفق، ومن هنا يكون الإبداع أو الأفكار الإبداعية انطلاقة  للابتكار؛ فهو ضروري للابتكار، ولكنه غير كافٍ في حد ذاته؛ إذ ينبغي أن يتم فحص الأفكار وتجريبها على أرض الواقع للتعرف على فعاليتها والعمليات المرتبطة بها وطرق إدارة هذه العمليات بأقل تكلفة وجهد.

ودائما ما يؤكد الخبراء على عدة إجراءات لدعم الابتكار وتعزيزه من أبرزها التخلي عن المركزية،  وتعزيز المهارات الابتكارية، وخلق بيئة إبداعية، ودراسة الواقع، والاستفادة من التجارب والممارسات المشابهة، والتركيز على الابتكار في المشاريع والأنشطة والبرامج، إلى جانب تعزيز المهارات والكفاءات لدى العاملين، والحرص على إيجاد بيئة تفاعلية، ودعم الإدارة العليا والتنفيذية للابتكار، فضلًا عن الحرص على مواكبة المتغيرات العالمية والتطور التكنولوجي الذي نشهده اليوم.

وتظهر أهمية الابتكار في المنشآت بالنظر إلى أهمية الحفاظ على قوتها، وضمان استمرارها قوية مؤثرة، وحتى تحقق أي منشأة مفهوم (المؤسسة الخلاقة المبدعة) يجب أن يكون الإبداع والابتكار والتجديد هي السمات المميزة في أدائها وهدفا تصبو إلى تحقيقه دائمًا، وتحقيق نجاحات جديدة من خلاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى