كلمة بداية العام
إسحاق بن جمعة الخروصي، رئيس التحرير
إذا كان لنا أن نختار في عام 2019 ذاك العام الطويل سنختار صوت النشيج الرجولي وهو يختتم حواره الإذاعي “حسبنا الله ونعم الوكيل” كم مرة تكرر هذا الأمر وتكررت هذه الكلمات؟ رجل يقف عاجزا مقهورا من تبدد سنوات عمره وشقاه، تنهوي أسرته بين ناظريه التي أفنى عمره كله لبنائها، تقف أمامه هالة سوداء اسمها “التسريح” لتتهاتف بعدها وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن صاحب الصوت، وتقوم القنوات الإعلامية المختلفة لتتسابق في ما بينها لإبراز ظاهرة وكأنها وليدة اللحظة لتطرح المشاكل دون الحلول.
لقد تمنت سواعد نقابية خلال العام الماضي أن يسود استقرار العاملين في القطاع الخاص لإنعاش الاقتصاد متفائلة ببروز نظام جديد يحفظ كرامة العامل وهو نظام التأمين ضد التعطل عن العمل، ولكنه كان تفاؤلا خائبا، فتسارعت الطبول دويا تارة بتأخر صرف الرواتب، وتارة بالنقل والطرد التعسفي، وتارة بالتسريح الفردي والجماعي، الذي كان أكثر دويا وصدى، لتقف مؤسسات الدولة عاجزة عن حفظ كرامة العامل أولا وحفظ وعدها ثانية، لتعصف بالعامل المسكين دوامة التشتت الأسري وأروقة السجون.
وهنا تناشد سواعد نقابية الأب الحنون حامل راية السلام صائن كرامة العامل العماني حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه وألبسه ثوب الصحة والعافية- بإسداء أوامره السامية باستحداث نظام التأمين ضد التعطل عن العمل على العاملين من أبنائه في القطاع الخاص وتجميد قروضهم في المؤسسات التمويلية المختلفة لحين حصولهم على أعمال تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية أسرة التحرير وخبراتهم العملية.
وفي وسط هذه الهالة السوداء تبحث عن قيمة ما تعيد إلى حياتنا المعنى، فلا تجد إلى سحر وجمال عمان لنبحر في قطاع جميل سيرفد الناتج المحلي بما نسبته (٦- ١٠) % وهو القطاع السياحي، ونرفرف معا بين أشرعة التاريخ والتراث والطبيعة عن عمل أغبط العاملين به وهو الإرشاد السياحي لنسلط الضوء على مستقبل هذه المهنة مع التطوير التقني والثورة الصناعية الرابعة، ليختتم التحقيق عن تقدم السلطنة ثمانية مراكز في مؤشرات التنافسية عن السفر والسياحة لعام 2019.
ولا تتوقف سواعد نقابية عن هذا الحد لتمضي قدما وبخطا ثابتة لتنقل صوت المرأة العمانية العاملة في قطاع النفط والغاز بصوت أنثوي عاقل ومتحضر وسط عالم فيه القدرة والجدارة هما المقياس، لنعيش معها التحديات والمعاناة والتضحيات ليقف الوطن شامخا بسواعدهن. ولا تنتهي رحلة الكلمة والصورة على صفحات من خلال كاتبيها فهي تسجل الباحثين عن العمل صوريا، وتفريغ أعضاء الهيئات الإدارية للنقابات العمالية، وتشير إلى أهمية التفتيش في سوق العمل، وتسخر صفحاتها بنماذج صافية واحترافية وإبداعية عن كل ما يفيد سواعد نقابية، وترسل من سنغافورة تحيتها إليكم لتبعث الأمل ولا مستحيل؛ إذ القانون فوق الجميع، لعلها تترك في بداية العام أملا مشرقا لغد أفضل.