إجازة الأمومة وأثرها على المرأة العاملة
عايدة بنت ناصر السيابية، المدير المساعد بدائرة شؤون المرأة، وزارة التنمية الاجتماعية
منذ صدور قانون الحماية الاجتماعية بالمرسوم السلطاني رقم (52/2023) ونحن نشهد تطبيق عدد من منافع الحماية الاجتماعية، متضمنا العديد من المزايا الأساسية، تستفيد منها عدة شرائح في المجتمع، كالنساء، والأطفال، والأشخاص ذوو الإعاقة، وكبار السن، من بينها إجازة الأمومة، المحددة ب (98) يوما، إجازة مدفوعة كامل الأجر من صندوق الحماية الاجتماعية، كما يمنح والد الطفل المولود إجازة أبوة مدتها (7) أيام مدفوعة الأجر، وقد جاءت إجازة الأمومة هذه لتمنح الأم والطفل على حد السواء الفترة الكافية للرعاية والراحة، وتساهم في الاهتمام بصحة الطفل من خلال الرضاعة الطبيعية والمواظبة على متابعة حالة الطفل الصحية.
ويُعدّ تدشين هذه المنفعة نقلة نوعية في الخدمات المقدمة لرعاية الأمومة والطفولة في سلطنة عُمان؛ وذلك من خلال منح الأم الوقت الكافي لرعاية الطفل خلال مرحلة الولادة، وكذلك مراحل نموه الأولى؛ الأمر الذي يُعزز صحة الطفل وسلامته من خلال منح الأم إجازة أمومة ومنح الأب إجازة أبوة، ومنحهما معا إجازة رعاية الطفل سواء أكان ابنهما أم كان طفلا محتضنا.
ولا شك أن لإجازة الأمومة أبعادا اجتماعية وصحية، ولها العديد من الإيجابيات والفوائد التي تعود على الفرد والأسرة والمجتمع؛ إذ ثمة ارتباط بين إجازة الأمومة المدفوعة بالالتزام بالزيارات الدورية لمتابعة نمو الطفل وأخذ التحصينات اللازمة في أوقاتها المحددة، كما تضمن إجازة الأمومة للمرأة العاملة الوقت الكافي للراحة ورعاية المولود، وترتبط بارتفاع معدلات بدء الرضاعة الطبيعية واستمرارها وتوفير في ميزانية الأسرة.
كما تساهم إجازة الأمومة في زيادة إنتاجية المرأة العاملة؛ إذ يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية الخالصة بشكل أكبر على خفض عدد الإجازات المرضية أو التغيب عن العمل بسبب مرض الطفل؛ الأمر الذي يعين على تحقيق الاستقرار النفسي لدى المرأة والطفل معا، وتحقيق التوازن بين واجبات العمل ومتطلبات الحياة الأسرية.
فضلا عن ذلك، تتيح إجازة الأمومة للمرأة العاملة مجالا للعودة إلى العمل بهمة ونشاط أكبر، بعد أن أخذت كفايتها من الراحة والاهتمام بصحتها وصحة طفلها؛ مما يحفزها على أداء مهام عملها بصورة فعالة ومنتجة.