صاحب السيادة
إسحاق بن جمعة الخروصي، رئيس التحرير
إن الاهتمام العالمي الحالي بالثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل فيه أدى إلى فقد عدد كبير من القوى العاملة غير الماهرة لوظائفهم، بل زاد الطين بِلة جائحة كوفيد-19 وما خلفته من تداعيات.
في هذا العدد نسلط الضوء على مشروع مدير عام منظمة العمل الدولية حول مستقبل العمل في الألفية الجديدة والتطور السريع جدا لثورة الصناعية الرابعة، والذي انطلق منذ عام 2018 لتنبيه الدول الأعضاء بضرورة تطوير أنظمتها التعليمية والتدريبية والتشريعة؛ بحيث تتواكب مع هذا التحول، وعقدت بذلك جملة من الندوات الإقليمية والعربية؛ لتوضيح مقتضيات التحول مع توفير كافة الدعم الفني واللوجستي للدول الأعضاء إيمانًا منها بضرورة الاستعداد المبكر لهذا التحول، بل شمل مؤتمر (108) لمنظمة العمل الدولية إعلان مئوية المنظمة من أجل مستقبل عمل، والذي أعلن أهمية تطوير منظومة سوق العمل لتتواكب مع مقتضيات الثورة الصناعية الرابعة.
وقد شاءت الأقدار أن يتعطل العالم بسبب جائحة كوفيد-19 لأكثر من عامين ليعود بداية هذا العام تدريجيا، ولكن ليس كسابق عهدنا به بل بثوب جديد، والتي قلصت فيه الفترة الزمنية التي كانت ستستغرقها الدول لتهيئة المناخ المناسب لها للتتواكب مع المرحلة الجديدة؛ إذ تشير الإحصائيات بأنه نسبة مستخدمي شبكة الإنترنت في عام 2019م بلغ 46% من سكان العالم لتصل بنهاية 2021 بما نسبته 63% من سكان العالم بنسبة نمو بلغت 17% ، كما طورت كثير من الحكومات لتصبح أنظمة إلكترونية بل انتقل الحكومات المتقدمة في هذا المجال إلى حكومات ذكية؛ ووفق هذه المعطيات يتطلب من النقابات العمالية أن تواكب التطور السريع، وتتأقلم لمواجهة تداعيات الثورة الصناعية الرابعة، وخاصة التي تأثر بالسلب على صاحب السيادة، وأن تتزود بالمعرفة الشاملة التي تقدمها منظمة العمل الدولية والمنظمات الأخرى بأهمية التطوير ومقتضيات هذا التحول السريع، وكيف سيصبح مستقبل العمل وفق هذه الثورة التي ستمنع الحدود والأنظمة والسلطات من ممارسة دورها التقليدي في الدول، وأن تتهيأ المنظمات العمالية لمقتضى هذه المرحلة للتفاوض مع شركات لن تتمكن الحكومات من السيطرة عليها، ولا بد من مجارات هذه الطفرة التكنلوجية، وتمكين صاحب السيادة من مجابهة تقلبات مرحلة الانتقال.
وفي هذ العدد من مجلة سواعد نقابية سنحلق معا نحمل في أجنحتنا قضية كانت تأرق القوى العاملة الوطنية، وهي قضية الحد الأدنى للأجور وأثرها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، ودور الذكاء العاطفي وأهميتة للنقابات العمالية، ونطلع معًا على جملة من الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بعيون ملؤها التفائل لاقتصاد أفضل، ونرفرف بعدها في سماء المعرفة لجملة من المقالات القانونية وثقافية، ويصدح صوت العامل بما يجوبه خواطره، مجددين العهد لكم.
وفي الختام تقبلوا تحيات أسرة التحرير متطلعين معكم بأن تظل سواعد نقابية صوت صاحب السيادة من بيئة عمل عادلة ومنتجة.